فالمنظر واحدٌ والطعم مختلفٌ. وقيل: يشبه ثمر الدنيا في التسمية وبعض الهيئات. وهذا مبني على أن المرزوق ... أو فيه خلافٌ، أتقناه في غير هذا.
قوله: {كتابًا متشابهًا} [الزمر: 23] أي يشبه بعضه بعضًا في الفصاحة والإعجاز وعدم تناقضه. وإبداع ألفاظه، واستخراج حكمه. قوله تعالى: {إن البقر تشابه علينا} [البقرة: 70] أي أختلط علينا أمره والتبس فلا ندري ما المقصود منه. وفي الحرف قراءاتٌ أتقناها في غير هذا. قوله تعالى: {وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] اختلف الناس في المتشابه على أقوالٍ كثيرةٍ منها:
أن المحكم هو الناسخ، والمتشابه هو المنسوخ. وقيل: المتشابه: ما لم يتضمن حكمًا بل تضمن قصصًا وأخبارًا. وقيل: المتشابه منه: مأشكل تفسيره لمشابهته غيره؛ إما من جهة اللفظ أو المعنى. وقال الفقهاء: المتشابه: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده. وحقيقة ذلك أن آيات الكتاب العزيز عند اعتبار بعضها ببعضٍ ثلاثة أقسامٍ:
الأول: متشابهٌ من حيث اللفظ فقط.
الثاني: من حيث المعنى فقط.
الثالث: من جهتهما معًا.
ثم المتشابه من حيث اللفظ نوعان: أحدهما يرجع إلى المفردات إما من جهة الغرابة من قوله: {وفاكهة وأبًا} [عبس: 31] وكقوله: {يزفون} [الصافات: 94]، وإما من جهة الاشتراك كاليد والعين في قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة: 64] {تجري بأعيننا} [القمر: 14] {على عيني} [طه: 39]. والثاني يجرع إلى التركيبات، وهي الجمل. وهذا ينقسم إلى ثلاثة أقسامٍ:
أحدهما: لاختصار الكلام كقوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} إلى