ويجمع على رسل. ورسل الله: يراد بهم الملائكة، كقوله تعالى:} توفته رسلنا {[الأنعام: 61]،} إنا رسل ربك {[هود: 81]، وأخرى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كقوله تعالى:} حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله {[الأنعام: 124]} جاءتهم رسلنا {، [المائدة: 32]، وقوله:} يا أيها الرسل كلوا من الطيبات {[المؤمنون: 51]. قيل: عنى جماعة الأنبياء، وقيل: الرسول وصفوة أصحابه فجمعهم معه تغليبًا، كقولهم: الخبيبون والمهالبة في خبيبٍ وذوي بطانته.
والإرسال قد يكون بتخيير من لا اختيار له، كإرسال الرياح والأمطار كقوله:} ومن آياته أن يرسل الرياح {[الروم: 46]} وأرسلنا السماء عليهم مدرارًا {. [الأنعام: 6] وقد يكون يبعث من له اختيار كإرسال الأنبياء والملائكة. وقد يراد به التخلية والترك كقوله:} أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين {[مريم: 83]، قاله الراغب وكأنه نزعة اعتزالٍ. والإرسال: يقابل الإمساك، كقوله تعالى:} وما يمسك فلا مرسل له من بعده {[فاطر: 2].
والرسل من الإبل والغنم ما يسترسل في السير، والجمع أرسال؛ يقال: جاؤوا أرسالاً، أي متتابعين. وفي الحديث "أن الناس دخلوا عليه أرسالاً بعد موته" أي أفواجًا متقطعين. وجاءت التخيل رسلاً، أي متتابعًة، وقوله:} والمرسلات عرفًا {[المرسلات: 1]. قيل: هي الرياح أرسلت كعرف الفرس، وقيل: هم الملائكة. وقوله:} ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك [[آل عمران: 194]، أي على ألسن رسلك. وقوله:} أن أرسل معنا بني إسرائيل {[الشعراء: 17] أي أطلقهم من خدمتك وعبوديتك إياهم، من قولك: أرسلت صيدي، أي أطلقته من ملكي، والرسل: اللبن الكثير المتتابع الدر، وفي الحديث: "إلا من أعطى من نجدتها ورسلها" أي: في حسنها ووفور لبنها.