خيرًا لمعنى لطيفٍ وهو أن المال إنما تحسن الوصية به إذا كان مجموعًا من وجهٍ مباحٍ". وعليه قوله: {وما تنفقوا من خيرٍ} [البقرة: 272].
وقوله: {أنما نمدهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات} [المؤمنون: 55 - 56]. فسمى المال خيرًا بالنسبة إلى غير الممدود لهم كما تقدم، فمن ورث مالاً وعمل فيه بخيرٍ والخير والشر أفعلا تفضيل بمعنى أخير وأشر، إلا أنه لا ينطق بهذا الأصل إلا في ضرورةٍ أو نذورٍ كقوله: "بلال خير الناسٍ وابن الأخير". وقرئ شاذًا: {سيعلمون غدًا من الكذاب الأشر} [القمر: 26].
قوله: {وأن تصوموا خير لكم} [البقرة: 184] يجوز أن يكون غير تفضيل أي خير من الخيور، وأن يكون التفضيل أي: خير من غيره. قوله: {فيهن خيرات حسان} [الرحمن: 70]. يجوز أن يكون جمع خيرٍ الذي لا تفضيل فيه أي: خيور وحسان صفتها. ثم يجوز أن يكون على بابه وأن يكون عبر به عن نساء الجنة. وجعلهم نفس الخير مبالغة فوصفهم بالحسان لذلك. وقيل: خيرات فخفف من خيراتٍ جمع خيرة، نحو هين في هين. يقال: رجل خير وامرأة خيرة أي .... والخير والخيرة: من اختص بصفة الخير.
قوله: {حب الخير عن ذكر ربي} [ص: 32] أي حب الخيل، وكان عرض عليه خيل فلم يصل العصر حتى غابت الشمس فأمر بضرب عراقيبها وأعناقها بالسيوف غضبًا لله تعالى. وكان هذا إذ ذاك مباحًا. والعرب تسمي الخيل الخير. وكان زيد الخيل