قوله: {ليميز الله الخبيث من الطيب} [الأنفال: 37] أي العمل الفاسد من الصالح، وقيل: الكافر من المؤمن بدليل قوله: {وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} [آل عمران: 179]. قوله: {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب} [النساء: 2] أي الحرام بالحلال، وكانوا يأخذون الأجود من مال اليتيم، ويجعلون مكانه الأردأ كالسمين والهزيل.

قوله: {ولا تيمموا الخبيث} [البقرة: 267] أي رديء الثمر، وكانوا يأتون بالهثاكيل الحشف فيعلقونها في سواري المسجد يأكل منها الفقراء، فنهوا عن ذلك.

وقريب منه: {ويجعلون لله ما يكرهون} [النحل: 62].

والخبث والخبثة: الزنا. وقوله عليه الصلاة والسلام: "أعذ بك من الخبث والخبائث" رواه أبو بكر بسكون الباء وفسره بالكفر. وأبو الهيثم بضمها وفسره بأنه جمع خبيث وهم ذكران الشياطين. والخبائث: جمع خبيثة وهي إناثها. و "من أكل هاتين الخبيثتين" سماهما بذلك لكونهما مكروهي الطعم والريح. وفيه: "أعوذ بك من الخبيث المخبث". فالخبيث: ذو الخبث في نفسه، والمخبث: من له أعوان خبثاء يتقوى بهم، نحو قوي ومقو، فالقوى في نفسه، والمقوي: من كانت دابته قوية. وقيل: المخبث: من يعلم الناس الخبث، وقيل: من ينسب الناس إلى الخبث، وأنشد للكميت: [من الطويل].

419 - وطائفة قد أكفروني بحبكم ... وطائفة قالوا: مسيء ومذنب

أي نسبوني للكفر. وفيه: "لا يصلين وهو يدافع الأخبثين" أي الغائط والبول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015