أيضا المقايسة. وفي حديث ابن مسعود: (موت المؤمن بعرق الجبين يبقي عليه بقية من الذنوب فيحارف عند الموت) أي يقايس بها (فتكون كفارة لذنوبه)

والمحارفة: المقايسة بالمحراف، وهو الميل الذي تسبر به الجراحات. قال الهروي: والظاهر انه بمعنى المجازاة والمعنى عليه. والحريف: ما فيه حرارة ولدغ كأنه منحرف عن الحلاوة والمرارة أو عن الاعتدال. ومنه طعام حريف.

وقوله عليه الصلاة والسلام: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) فيه كلام طويل أتقناه وضبطناه ولله الحمد في مقدمة (التفسير الكبير)، والأشهر عند اللغويين فيه أنها لغات. قال أبو عبيد: يعني لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن؛ فبعضها بلغة قريش، وبعضها بلغة هوازن، وبعضها بلغة هذيل، وبعضها بلغة اليمن، وبعضها بلغة تميم. ويؤيده قول ابن مسعود: سمعت القراء فوجدتهم متقابلين، فاقرؤوا كما علمتهم إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال وأقبل. وهذا قول أبي عبيد وثعلب. قلت: وهذا منسوخ إجماعا كما حققناه. وإنما ذكرته هنا بخصوص لئلا يغتر به من يطلع عليه، فإنه مشهور بين اللغويين.

والناقة يقال لها حرف، فقيل: لعظماء تشبيها بحرف الجبل، وقيل لدقتها تشبيها بحرف الهجاء. قال كعب بن زهير في أحسن القصائد لكونها مدحه النبي صلي الله عليه وسلم: [من البسيط]

342 - حرف أبوها أخوها من مهجنة ... وعمها خالها قوداء شمليل

وقال آخر ملغزا في ناقة وراكبها: [من الطويل]

344 - وحرف كنون تحت راء ولم يكن ... بدال يؤم الرسم غيره النقط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015