وأصله من الحرض وهو الفساد؛ قال ابن عرفة: الحرض: الفساد يكون في البدن والمذهب والعقل. وقيل: هو في الأصل غير المعتد به وما لا خير فيه. ومن ذلك قيل للمضني حرض. ومنه الحرضة: وهو من لا يأكل إلا لحم النسر لنذالته. وقال قتادة: حتى تكون حرضا أي يهرم أو يموت، وفيه تفسير للف يلازمة، وقال الأزهري: مضني مدنفا، وهو حسن.

وفي الحديث: (غفر لنا ربنا غير الأحراض) جمع حرض: قوم فسدت مذاهبهم، وقوم استوجبوا العقوبة لكبائر فعلوها.

وقوله تعالى: {وحرض المؤمنين} [النساء: 84] أي حثهم وحضهم. يقال: حرض على الأمر وحارض وواكب وأكب وواظب وواصب بمعني واحد. قال بعضهم: التحريض: الحث على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه كأنه من حرضه أي أزال عنه الحرض نحو، قذيته أي أزلت عنه القذى.

والإحراض: العصفر، مذكور في حديث الصدقة.

ح ر ف:

قال تعالى: {زمن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] هذا قد فسره بما بعده من قوله: {فإن أصابه خير اطمأن به} [الحج: 11] الآية. ونيره في تفسيره بما بعده: {هلوعا إذا مسه} [المعارج:19 - 20] الآية، فكأنه قيل: يعبده على تزلزل لا على ثبوت واستقرار، وذلك أن حرف الشيء طرفه. ومنه حرف الجبل والسيف والسفينة، لأطرافها.

والحرف في الكلام: طرف لأنه فضلة، أي لم يتوغل في عبادة ربه، وفي معناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015