وعن الفراء: {في جنب الله} أي في قربه وجواره.
وجانب الشيء: جنبه. ومنه قوله تعالى: {أعرض ونأى بجانبه} [الإسراء: 83] كناية عن تكبره نحو: {ثاني عطفه} [الحج: 9]، {يثنون صدورهم} [هود: 5]، {ولا تصعر خدك} [لقمان: 18] كله بمعنى التكبر، لأن المتكبر يفعل ذلك غالبًا.
وقوله: {دعانا لجنبه} [يونس: 21] يعني مضطجعًا لجنبه، ولهذا عطف عليه {قاعدًا أو قائمًا} والمعنى: دعاء في سائر أحواله لأن الإنسان لا يخلو حاله عن إحدى هذه الهيئات.
وقوله: {والجار الجنب} [النساء: 36] يعني القريب، قيل له ذلك لمجانبته من يجاوره نسبًا ومنزلاً.
يقال: رجل جنب، ورجال جنب، وامرأة جنب، وهما جنبان، والمطابقة قليلة. وكذلك الجنب من الجنابة الموجبة للغسل يستوي فيها الواحد وغيره. قال تعالى: {وإن كنتم جنبًا} [المائدة: 6] سمي بذلك لبعده من مكان الصلاة. يقال: جنب وأجنب، ويقال: رجل جنب أي غريب، وجانب أيضًا، وجمعه جناب كراكبٍ وركاب.
والجنب: البعد في الأصل، فأطلق على الأناسي إطلاق المصادر عليها نحو: رجل عدل، وفيه مذاهب للناس بيناه غير مرةٍ. قوله: {فبصرت به عن جنبٍ} [القصص: 11] أي عن بعدٍ. والجنابة: البعد أيضًا. ومنه قول علقمة بن عبدة: [من الطويل].
304 - فلا تحرمني نائلاً عن جنابةٍ ... فإني امرؤ وسط القباب غريب
وجنب الرجل جنابة: إذا احتلم. وسار جنيبه وجنيبته وجنابيه وجنابيته. وجنبته: أصبت جنبه، نحو كبدته. وجنب: اشتكى جنبه، نحو: فئد وكبد. قيل: وبني الفعل من