ب ط ل:
الباطل: الشيء الزائل، وهو ما لا ثبات له عند التنقير عنه، لأنه نقيض الحق، والحق هو الثابت. ويقال ذلك بالاعتبار إلى المقال والفعال. يقال: بطل يبطل بطولاً وبطلانًا، وأبطلته إبطالاً، وبطلته تبطيلاً. والإبطال يقال تارة لمن يبطل شيئًا أي يفسده ويزيله، حقًا كان ذلك الشيء أو باطلاً. قال تعالى:} ويبطل الباطل {[الأنفال: 80] وتارًة لمن أتى بالباطل. يقول: أبطل زيد أي جاء بالباطل. قال تعالى:} وخسر هنالك المبطلون {[غافر: 78]، فهذا يجوز أن يراد بهم من جاؤوا بالباطل، وأن يراد بهم من أبطلوا الحق، ويقال فيمن يقول شيئًا لا حقيقة له. ومنه قوله تعالى:} ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون {[الروم: 58] كانوا في زعمهم كذلك. ويقال فيمن يشتغل عمًا ينفعه من أمر الدنيا والدين.
بطل يبطل بطالًة بكسر الباء فهو بطال، وقياسه باطل. والبطل: الرجل الشجاع المعرض نفسه للموت. فقيل: سمي بذلك لأنه مبطل لدمه، فهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى مقبوض. وقيل: لأنه مبطل دمه قربًة، فهو فعل بمعنى فاعل. ويقال منه: بطل يبطل بطولًة، فهو بطل.
وبطل نسب إلى البطالة. وذهب دمه بطلاً أي هدرًا لم يؤخذ له بثأرٍ ولا ديةٍ. وهو القرع أيضًا.
وقوله:} لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {[فصلت: 42] إشارة إلى انتفاء الباطل عنه من هاتين الجهتين الشاملتين لجميع جهاته. وقيل: الباطل هنا إبليس، وذلك أنه أصل كل باطلٍ. والمعنى لا يزيد فيه ولا ينقص منه. قال تعالى:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {[الحجر: 9].
وقوله:} ويمح الله الباطل {[الشورى: 24] فسر بالشرك لأنه أعظم باطلٍ. وقوله في الحديث: "ولن تستطيعه البطلة" يعني بهم السحرة، وذلك لأنهم لا أبطل منهم لتخيلهم الأباطيل.