وفي الحديث: ((أيوافقكم العدو حلب شاة نثور؟)) أي غزيرة اللبن، كأنها تنثر اللبن. ونثرت: طرحت الأذى من أنفها. والنثرة أيضًا: ما يسيل من الأنف. وقد طعنه فأنثره، أي ألقاه علن نثرته، أي أنفه. والاستنثار: جعل الماء في نثرته.
وفي حديث المجادلة، وهي حوله: ((فلما خلا سني، ونثرت له ذا بطني)) أرادت: كنت شابة ألد له.
وفي حديث ابن عباس: ((الجراد نثرة الحوت)) أي، عطسته. وفي حديث أم زرع: ((ويميس في حلق النثرة)) أي، يتبختر في حلق الدرع. وهو ما لطف منها.
ن ج د:
قوله: {وهديناه النجدين} [البلد:10] أي عرفناه طريقي الخير والشر كقوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا} [الإنسان:3]
وأصل النجد المكان الغليظ المرتفع، وجمعها نجاد. فجعل طريق الخير والشر، وإن كانت معنوية بمنزلة الطريق الحسية. ومن ذلك نجد للمكان المرفوع، لأنه مرتفع عن التهائم. قال الشاعر: [من الطويل]
1595 - فإن تدعي نجدًا أدعه ومن به ... وإن تسألي نجدًا فيا حبذا نجد
وقال مجاهد: النجدان هنا: الثديان. أي ألهمناه أن يلتقمهما فيرضع منهما. وقيل: بينا له طريق الحق والباطل في الاعتقاد، والصدق والكذب في المقال، والجميل والقبيح في الفعال.