م ع ن:
قوله تعالى: {يطاف عليهم بكأسٍ من معينٍ} [الصافات: 45] قيل: هو من قولهم: معن الماء، أي جرى فهو فعيلٌ بمعنى فاعلٍ، يقال: معن الماء وأمعن: إذا جرى وسال. وأنشد لعبيد بن الأبرص: [من مجزوء البسيط]
1541 - واهيةٌ أو معينٌ ممعنٌ ... أو هضبةٌ دونها لهوب
وأمعن الفرس: تباعد في عدوه تباعد الماء في جريانه. وأمعن في حاجتي: إذا بالغ. وفتش في أمرها، وأمعن بحقي: إذا ذهب به. وسميت مجاري الماء: معنانٌ، وقيل: قوله: {بماءٍ معينٍ} [الملك: 30] أي ظاهر يرى بالعين، فميمه زائدة.
قوله تعالى: {ويمنعون الماعون} [الماعون: 7] قال قطربٌ: ماعونٌ: فاعولٌ من المعن، وهو المعروف، وأنشد للنمر بن تولبٍ: [من الوافر]
1542 - ولا ضيعته فألام فيه ... فإن ضياع مالك غير معن
وقال بعض الأعرب: الماعون: الماء، وأنشد: [من الوافر]
1543 - إذا نسمٌ من الهيف اعتراه ... يمج صبيره الماعون صبا
وقال الفراء: يجوز أن يكون قوله: {بماءٍ معين} فعيلًا من الماعون، وهو المعروف. وقال غيره: هو من الماعون الذي هو الماء، وقد تقدم. وعن ابن عباسٍ: الماعون العارية. وقال أبو عبيدٍ: الماعون في الجاهلية: العطاء والمنفعة، وفي الإسلام الزكاة والطاعة. وأنشد للراعي: [من الكامل]
1544 - قومٌ على الإسلام لما يمنعوا ... ما عونهم، ويضيعوا التهليلا
وقيل: الماعون هو الأشياء المتعاون بها، وهي كالمحلاب والقدر والمغرفة والفأس والمقدحة، نقل ذلك عن ابن عباسٍ أيضًا، وذلك أنها الآلة المعروفة فسميت باسمه، وفي الحديث: «فنزل عن فراشه وتمعن على بساطه» أي تذلل وتصاغر، مأخوذٌ من المعن