ل ا:
مما ينبغي التكلم عليه هنا «لا» وهي نافيةٌ، وناهيةٌ، وزائدةٌ للتوكيد، والنافية تكون تارةً لنفي الجنس وتسمى «لا التبرئة» وتعمل عمل إن نحو: لا رجل قائمٌ، واسمها معربٌ ومبنيٌ. ولعملها شروطٌ، تدخل عليه همزة الاستفهام فتصير مشتركةً بين النفي المستفهم عنه وبين التمني كقوله: ألا ماء باردًا؟ وبين التحضيض والعرض وبين الاستفتاح والتنبيه، كقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم} [هود: 8]
والناهية تجزم فعلًا واحدًا وترد للدعاء نحو: لا تعذبنا يا رب.
والزائدة كقوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12] {لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: 29]. وفي ما ذكرناه كفايةٌ.
ل وي:
قوله تعالى: {لووا رؤوسهم} [المنافقون: 5] اي أمالوها وعطفوها تكبرًا عن الحق. يقال: لوى رأسه وعنقه ولواهما -مخففًا ومشددًا - وقد قرئ بهما. ويقال: لوى رأسه وعواه -أيضًا -ليًا وعيًا: إذا ثناه عنك خلافًا عليك.
قوله تعالى: {ليًا بألسنتهم} [النساء: 46] أي تحريفًا، والأصل لويًا فأدغم. وقوله: {يلوون ألسنتهم بالكتاب} [آل عمران: 78] أي يحرفونه ويغيرون أحكامه.
وأصل اللي الفتل، والمعنى يفتلون لسانهم من النطق بالحق إلى النطق بالكذب ويعبر به عن التحرص أيضًا.