ليفهموا عنه ما يخاطبهم به فيراح عليهم. فإن قيل: فنبينا صلى الله عليه وسلم أرسل على العجم والعرب مع اختلاف لغتهم فقد أرسل بلسان العرب لأعم من العرب، فالجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى قومه خاصة. كما أخبر به صلى الله عليه وسلم وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فبعث إلى الناس كافةٍ، فلم يبق إلا أن يرسل بأحد الألسنة. ولما كان أشرفها اللسان العربي أرسل به.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يخاطب بعضهم بلغته، فلو أدت الحاجة إلى أن يكلم كل أحد بلغته لكلمهم. وأيضًا فإن ترجمة اللغة العربية بلغةٍ أخرى مستفيض، فاستغني عن غير اللسان العربي. وأما القرآن فلم تجز قراءته إلا باللسان العربي. وما يروى عن أبي حنيفة من جواز ترجمته بالفارسية فمرجوع عنه.
واللسن: حدة الكلام وقوة اللسان. ورجل لسن: بين اللسن. ولسنت الرجل: أخذته بلساني: ومنه حديث عمر وامرأةٍ: "لسنتك"
وقال طرفة: [من الرمل]
1442 - وإذا تلسنني ألسنها ... إنني لست بموهونٍ، فقر
وفي الدعاء: "ونعوذ بك من شر اللسن" قوله تعالى:} فإنما يسرناه بلسانك {[مريم: 97] أي بلغتك.
ل ط ف:
قوله تعالى:} إن ربي لطيف لما يشاء {[يوسف: 100] اللطيف في صفات الله تعالى بمعنى الرفيق بعباده حيث لم يكلفهم إلا ما يطيقون، يقال: لطف له يلطف لطفًا: إذا رفق به. وكان من حقه أن يتعدى بالباء كنظيره، وإنما عدي باللام لتضمنه معنى الإيصال كأنه قيل: أوصل له اللطف. ولطف الله بك، أي أوصل إليك لطفه. وأما لطف بالضم - فمعناه دق وصغر. وقيل: اللطيف في غير صفة الله تعالى إذا وصف به الجسم