1285 - فرد قواصي الأحياء منهم ... فقد أضحوا بحي واحدينا

قلت: كأنه يعتذر عن جمع قليلٍ لأنه يكتفي به عن الجمع. والتحقيق في جوابه أنه لما أراد اختلاف أنواعه ساغ جمعه.

والقلة تقابل الكثرة ويستعملان في الأعداد، كما أن الصغر والعظم للآخر، ومن القلة والصغر للآخر.

قوله: {قم الليل غلا قليلاً} [المزمل: 2] أي وقتًا قليلاً. قوله: {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلاً} [الأحزاب: 20] وقوله: {ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً} [المائدة: 13] أي وقتًا قليلاً منهم والقلة يكنى بها تارةً عن الذلة اعتبارًا بقول الأعشى: [من السريع]

1286 - ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر

قال الراغب: وعلى ذلك قوله تعالى: {واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم} [الأعراف: 86] وتارةً يكنى بها عن العزة ومنه قوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} [سبأ: 13] وذلك أن ما يقل يعز وجوده.

قوله: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء: 85] قليلاً يجوز أن يكون نعت مصدر محذوفٍ أي إلا علمًا قليلاً، وأن يكون استثناءً من مرفوع "أوتيتم" أي إلا قليلاً منكم.

قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً} [المائدة: 44] يعني بالقليل هنا العرض الدنيوي، وجعله قليلاً بالنسبة لما أعده الله تعالى للمؤمنين في الآخرة. وعليه قوله تعالى: {قل متاع الدنيا قليل} [النساءك 77].

والقليل يرد بمعنى النفي، ولذلك صح الاستثناء المفرغ بعده في قولهم: قلما يفعل ذلك إلا زيد، وقلما يفعل ذلك إلا قائمًا أو قاعدًا، وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {قليلاً ما تؤمنون} [الحاقة: 41]. وقيل: القلة هنا هي المشار إليها بقوله: {وما يؤمن أكثرهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015