الله تعالى فيه كل ما في العالم الكبير، انتهى. وقال الهروي: العالمون المخاطبون هم الجن والإنس، ولا واحد له من لفظه. والعالمون: أصناف الخلق كلهم، الواحد عالم. ويقال: دهر عالم. وأنشد لجرير بن الخطفي: [من الوافر]
1081 - تنصفه البرية وهو سامٍ ... ويضحي العالمون له عيالا
ثم إن المفسرين خصوا كل موضعٍ بما يليق به مما يطلق عليه أصناف العالم. فقالوا في قوله تعالى: {أو لم ننهك عن العالمين} [الحج:70] أي عن أن تضيف أحدًا. وفي قوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرًا}؛ الجن والإنس لأنه لم يكن نذيرًا للبهائم. قوله: {أنزله بعلمه} [النساء:166] أي مصاحبًا لعلمه. والمعنى: أنزل القرآن الذي فيه علمه. قوله: ({وليعلم الله} [الحديد:25] يعني علم المشاهدة الذي يوجب العقوبة، وذلك أن علم الغيب لا يوجب ذلك). قوله: {إنما أوتيته على علمٍ عندي} [القصص:78] أي شرف وفضل، يوجب لي ما خولته.
قوله: {وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم} [الشورى:14] أي عن علم أن الفرقة ضلالة ولكنهم فعلوه بغيًا. قوله: {وأضله الله على علمٍ} [الجاثية:23]، يعني من الله، أي على ماسبق ي علمه. وقيل: على علمٍ من الضال. جعل علمه سبب فتنته وضلاله. قوله: {وإنه لذو علم لما علمناه} [يوسف:68] قال ابن عيينة: لذو علمٍ. دل على صحة ذلك قول ابن مسعودٍ: العلم خشية. قلت: ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر:28] وقرئ برفع الجلالة ونصب العلماء، بمعنى يوقر ويعظم، سماه خشيةً مجازًا. وعن الشعبي أنه قيل له: أفتني أيها العالم. فقال: العالم من خشي الله، يشير إلى الآية. قوله: {في أيامٍ معلوماتٍ} [الحج:28] هي عشر ذي الحجة الأول، والمعدودات أيام التشريق. نقل ذلك أكثر أهل علم التفسير منهم أبو عبيدٍ. قوله: {وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة} [البقرة:102] أي يعلمانهم السحر ويأمران باجتنابه.