فوقه آخر. ويكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيهًا على أنه بالإضافة إلى الأول عليم لما ذكر معه، وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك. قيل: ويجوز أن يكون {عليم} عبارة عن الله تعالى وإن كان لفظه منكرًا إذ كان الموصوف بالعليم هو الله تبارك وتعالى فيكون قوله: {وفوق كل ذي علمٍ عليم} إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كل واحد بانفراده. وعلى الأول يكون إشارةً إلى واحدٍ بانفراده. قوله تعالى: {علام الغيوب} إشارة إلى أنه لا تخفى عليه خافية. قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسولٍ} [الجن:26 - 27] إشارة إلى أن الله تعالى يخص به أولياءه. والعالم في وصفه تعالى هو الذي لا يخفي عليه شيء لقوله: {لا تخفى منكم خافية} [الحاقة:18] وذلك لا يصح إلا في وصف الله تعالى.
قوله تعالى: {في البحر كالأعلام} [الشورى:32] أي الجبال. ويقال لكل أثرٍ يعلم به الشيء علم. ومنه الحديث: «تكون الأرض يوم القيامة كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحدٍ». ومعالم الحرم وأعلامه: حدوده، ومنه: العلم للراية، شبه السفن في البحر بالجبال الظاهرة لكل أحدٍ، والواحد علم. وأنشد:
1079 - ربما أوفيت في علمٍ ... ترفعن ثوبي شمالات
وقرئ شاذًا: {وإنه لعلم} [الزخرف:61] بالفتح في الفاء والعين. والعلمة: شق الشفة العليا لكونها أظهر علامةٍ. وفي الشفة السفلى يقال شرم. ورجل أعلم ورجل أشرم. وكان صاحب الفيل أشرم. وأنشد: [من الرجز]
1080 - وألا شرم المغلوب ليس الغالب
وكل جملٍ أعلم، ويتجوز بذلك عن الرجل المشهور فيقال: فلان علم في كذا