عصفت الريح واعتصفت فهي عاصف وعاصفة ومعصف ومعصفة. وقيل: أصله من العصف وهو ما يتكسر. ومنه العصف لورق الزرع كالتين ونحوه. قال تعالى:} والحب ذو العصف {[الرحمن: 12]. وقال تعالى:} فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ {[الفيل: 5] لم يكفه أن شبههم بأهون الأشياء. وهو ما يأكله الدواب بغير رغبةٍ لها فيه - حتى جعلهم بمنزلته بعدما أكل وصار سرجينًا ورجيعًا. قوله:} في يومٍ عاصف {[إبراهيم: 18] نسب الوصف الواقع فيه لغيره مجازًا قصدًا للمبالغة كقوله: نهاره صائم وقيل: أراد: يوم عصفٍ، فهو على النسب. وقيل: أراد في يومٍ عاصفٍ الريح لأنها ذكرت في أول الآية. وأنشد: [من الطويل]
1047 - إذا جاء يوم مظلم الشمس كاسف
أي كاسف الشمس فحذف لذكره أياها.
ع ص م:
قوله:} والله يعصمك من الناس {[المائدة: 67] أي يمنعك ويحفظك من أذاهم. ولما نزلت أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الكريمة وثوقًا منه بذلك، وقال لحرسي كان حوله: "أيها الناس انصرفوا فإن الله قد عصمني". قوله:} واعتصموا بحبل الله {[آل عمران: 109] أي امتنعوا بالقرآن. والاعتصام: الامتساك بالشيء. والاستعصام: الاستمساك. قوله:} واعتصموا بحبل الله {أي امتسكوا به. قوله تعالى:} ومن يعتصم بالله {[آل عمران: 101] أي يتمسك ويمتنع. قوله:} واعتصموا بالله {[الحج: 78] أي امتسكوا وامتنعوا. قوله:} لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم {[هود: 43] أي لا مانع من أمره وما أراده من غرق قوم نوح. قيل: عاصم هنا بمعنى معصومٍ كقوله:} ماءٍ دافقٍ {[الطارق: 6] و} عيشةٍ راضيةٍ {[الحاقة: 21]. وكان الذي أحوج إلى هذا استثناء قوله:} إلا من رحم {منه على تقدير الاتصال وليس ذلك بلازمٍ لما سيأتي. قال