قوله: {وكان في معزلٍ} [هود: 4] أي في مكانٍ معتزلٍ عن أبيه. وقيل: في معزلٍ بقلبه، أي في جانبٍ عن دين أبيه. قال الهروي: وقيل: في السفينة، وفيه غرابة شديدة لقوله:} اركب معنا {[هود: 4] ولقوله:} سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء {[هود: 43] ويبعد أن يكون هذان القولان صدرا منه في السفينة وخرج منها حتى غرق. وقيل: وقد يكون العزل بمعنى المنع؛ قال تعالى:} إنهم عن السمع لمعزولون {[الشعراء: 212] أي ممنوعون بعد أن كانوا يمكنون من ذلك. والأعزل: الذي لا رمح له ومن الدواب ما يميل ذنبه، ومن السحاب ما لا مطر معه. والسماك الأعزل: نجم لتصوره بخلاف نجمٍ آخر يقال له: السماك الرامح، تصورًا بصورة من أمامه رمح، وإياهما قصد أبو العلاء المعري في قوله: [من الكامل]
1023 - سكن السماكان المساء كلاهما ... هذا له رمح وهذا أعزل
والجمع عزل. قال الشاعر: [من الطويل]
1024 - ألكني إلى قومي العداة رسالًة ... بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا
وأعزال أيضًا. قال الفند الزماني؛ [من الهزج]
1025 - رأيت الفتية الأعزا ... ل مثل الأينق الرعل
قيل: وهو الصحيح، إن الأعزال جمع عزلٍ بزنة عنقٍ. ومنه الحديث: "رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية عزلاً" وذلك نحو ناقة غلظٍ وجملٍ فنقٍ والجمع أغلاظ وأفناق، وماء سدم، ومياه أسدام، وجنب وأجناب. وفي الحديث: "دفاق العزائل جم البعاق" العزائل أصلها العزالي. قيل: والعزالي جمع عزلاء، والعزلاء: فم المزادة الأسفل؛ شبه اتساع المطر بالذي يخرج من فم المزادة. وأنشد لقيس بن ذريحٍ: [من الطويل]