بيسير، ولا ينام حتَّى يصبح، وكان عالمًا بمنازل الفجر والقمر.

ومن مصنفاته كتاب "الإبانة الكبير"، و"الإبانة الصغير"، و"السنن"، "والمناسك"، و"الإمام ضامن"، و"الإنكار على من قص بكتب الصحف الأولى"، و"الإنكار على من أخذَ القراءاتِ من المصحف"، و"النهي عن صلاة النافلة بعد العصر وبعد الفجر"، و"تحريم النميمة"، و"صلاة الجماعة"، و"منع الخروج من المسجد بعدَ الأذان والإقامة لغير حاجة"، و"إيجاب الصداق للخلوة"، و"فضل المؤمن"، و"الرد على من قال: الطلاق الثلاث لا يقع"، و"ذم البخل"، و"تحريم الخمر"، و"ذم الغناء والاستماع إليه" وهو "التفرد والعزلة"، وغير ذلك، وقيل: إنها تزيد على مئة مصنف.

قال القاضي أبو الحسين بنُ القاضي أبي يعلى: وجدت بخط أبي، قال: اجتاز الشيخ أبو عبد الله بن بطة بالأحنف العكبري، فقام له، فشق ذلك عليه، فأنشأ يقول:

لا تلمْني على القيامِ فحَقِّي ... حينَ تبدو أَن لا أَمَلَّ القِياما

أنتَ من أكرمِ البريَّةِ عندي ... ومِنَ الحقِّ أَنْ أُجِلَّ الكِراما

فقال ابن بطة لابن شهاب: تكلف له جواب هذه، فقال:

أنتَ إنْ كنتَ لاعَدِمْتُك تَرْعى ... ليَ حَقًّا وتُظهِر الإعظاما

فلكَ الفضلُ في التقدُّم والعلمِ ... ولسنا نحبُّ منكَ احْتِشاما

فاعْفِني الآنَ من قيامِك أولا ... فَسَأجزيكَ بالقيام القياما

وأنا كارِهٌ لذلكَ جِدًّا ... إنَّ فيه تملقًا وأَثاما

ولا تكلف أخاك أن يتلقا ... كَ بما يستحلُّ فيه الحَراما

وإن صحت الضمائر منا ... اكتفينا أن نُتعب الأجساما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015