أكبرُ مؤلَّفاتِ الموفَّقِ، وأكثرِها علماً، وقد عُني علماءُ الحنابلةِ بهذا المختصرِ؛ بحفظِهِ وشرحِهِ ونظْمِهِ، حتى ذكر بعضُ العلماءِ أن له ثلاثمئةَ شَرْحٍ.

ومنَ العلماءِ من شَرَحَهُ بالنظمِ.

ونظمَهُ جعفرُ بن أحمدَ السرَّاجَ، المتوفَّى سنةَ (500)، ونظمَهُ -أيضًا- العلامةُ يحيى بن يوسفَ الصَّرْصَريُّ المتوفى سنة (656)، ولما أتمَّ نظمَهُ، نظَمَ "زوائدَ الكافي على مُختصرِ الخِرَقِي" بمنظومةٍ سَمَّاها "واسطةُ العِقْدِ الثمينِ وعُمدةُ الحَافظِ الأمينِ" قال في أوَّلها:

سَأَلْتَ هَدَاكَ اللهُ لَمَّا نَظَمْتُ مَا ... رَوَى الخِرَقِيُّ مِنْ مَسَائِلِ أَحْمَدِ

وَزِدْتُ عَليها أنْ أُحَبِّرَ نَاظِماً ... مَسَائِلَ لَم يُذْكَرْنَ فيهِ لِنُشَّدِ

فَوَافَقْتَ مِني للإِجَابَةِ لِلَّذِيْ ... سَأَلْتَ قَبُولاً مِنْ أَخٍ مُتَوَدِّدِ

وَعَوّلتُ في نَظْمِي عَلى مَا أَفَادَهُ الـ ... ـمُوفَّقُ في "الكَافِي" الكِتَابِ المُسَدَّدِ

وقالَ في آخِرِهَا:

وَعِدْتُهَا ألفَانِ كُنْ خَيْرَ آلِفٍ ... لَهَا تَحْمِدِ الآثَارَ مِنْهَا وَتُحْمَدِ

تَخَيَّرْتُهَا مِما حَوَى ابنُ قُدَامَةَ الـ ... ـموفَّقُ في "الكَافِي" تَخَيُّرَ مُقْتَدِ

هُمَا لَقَبَا صِدْقٍ لَهُ وَلِجَمْعِهِ ... بِتَوفيقِهِ تُكْفَى الضَّلالَ وَتَهْتَدِيْ" (?)

وبعدُ ثانيةً:

فهذا ما قَدَّم بِهِ الشيخُ العلامةُ محمدُ بنُ عبد العزيزِ بِنِ مانعٍ الحنبليُّ -رحمهُ اللهُ تعالى- الطبعةَ الأولى من هذا الكتابِ لما "صَدَرَ الأمرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015