وقرأت بخط الحافظ الدبيثي قال: سمعت الشيخ علاء الدين المقدسي قال: سمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية -قال الذهبي: وأظنني سمعت من شيخنا ابن تيمية- يقول: قال لي الشيخ تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم القزازي: كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخنا يرسلني أستعير له "المحلى والمجلَّى" من ابن عربي، وقال: قال الشيخ عز الدين: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل "المحلى والمجلى"، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين بن قدامة؛ في جودتهما، وتحقيق ما فيهما.

ونقل عن ابن عبد السلام أيضًا أنه قال: لم تطب نفسي بالفتيا حتى صار عندي نسخة "المغني".

وللشيح يحيى الصرصري في مدح الشيخِ وكتبِهِ، في جملة القصيدة الطويلة اللامية:

وَفي عَصْرِنَا كانَ الموفقُ حُجَّةً ... على فِقْهِهِ ثَبْتِ الأُصولِ مُخَوَّلِ

كَفَى الخلقَ بـ "الكافِي"، وأَقنعَ طَالباً ... بـ: "مُقنعِ" فِقْهٍ عن كتابٍ مُطَوَّلِ

وأغنى بمُغنِي الفِقْهِ مَنْ كَانَ بَاحِثًا ... وعُمدتُهُ مَنْ يعتمدْها يُحَصِّلِ

و"روضتُهُ" ذاتُ الأصولِ كروضةٍ ... أَمَاستْ بها الأزهارُ أنفاسَ شَمأَلِ

تَدُلُّ على المنطوقِ أوفى دَلالةً ... وتَحمِلُ في المفهومِ أحسنَ مَحْملِ

وللشيخ موفق الدين نظم كثير حسن، وقيل: إن له قصيدة في عويصِ اللّغةِ، طويلةً.

وله مُقَطَّعاتٌ من الشِّعرِ، فمنها قوله:

أتغفُلُ يَا بنَ أحمدَ وَالمنايا ... شَوارِعُ تَخْتَرِمْكَ عَنْ قَريبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015