رضي الله عنه؛ أنه قال لعمرو بن سعيد بن العاص -وهو يبعث البعوث إلى مكة-: ائذن لي أيُّها الأمير أن أُحدّثك قولاً قامَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الغدَ من يوم الفتحِ، فسمِعَتْه أذناي، ووعاهُ قلبي، وأبصرَتْه عيناي، حين تكلَّم به، أنه حَمِدَ الله، وأثنى عليه. ثم قال: "إنّ مكّةَ حرَّمها الله، ولم يُحرِّمْها الناسُ، فلا يَحِلُّ لامرىءٍ يؤمنُ بالله واليوم الآخر أن يَسْفِكَ بها دمًا، ولا يَعْضِدَ بها شجرةً، فإنْ أحدٌ ترخّص بقتالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقولُوا: إن الله أذِنَ لرسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، ولم يأذنْ لكم، وإنَّما أذِنَ لي ساعةً من نهارٍ، وقد عادتْ حرمتُها اليومَ كحُرمتِها بالأمسِ، فليُبلَّغِ الشاهدُ الغائبَ".
فقِيل لأبي شُريح: ما قال لك؟ قال: أنا أعلمُ بذلك منك يا أبا شريح. إن الحرمَ لا يُعِيذُ عاصيًا، ولا فارًّا بدمٍ، ولا فارًّا بخَرْبَةٍ (?).
الخَرْبة: بالخاء المعجمة والراء المهملة. قيل: الجناية.
وقيل: البلية. وقيل: التهمة، وأصلُها في سرقة الإبل، قال الشاعر:
والخَارِبُ اللصُّ يُحبُّ الخَارِبا.
224 - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -يومَ فَتْحِ مكة-: "لا هجرةَ، ولكن جِهادٌ ونيَّةٌ. وإذا اسْتُنْفِرتُمْ فانفِرُوا".
وقال يوم فتح مكّة: "إنَّ هذا البلدَ حرَّمه الله يومَ خلقَ