فدخل رجل فسلم عليه. وقال له. ما تعرفني يا سيدي؟! فقال: بلى.
فقمت لأناوله كتابًا من جانب المسجد، فرجعت وقد خرجت روحه، وذلك يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ستمائة.
وبقي ليلة الثلاثاء في المسجد (?)، واجتمع من الغد خلق كثير؛ من الأئمة والأمراء مالا يحصيهم إلا الله عز وجل.
ودفناه يوم الثلاثاء بالقرافة (?)، مقابل قبر الشيخ أبي عمرو بن مرزوق في مكانٍ ذَكَرَ لي خادمُه عبد المنعم أنه كان يزور ذلك المكان، ويبكي فيه إلي أن يبل الحصي، ويقول: قلبي يرتاح إلي هذا المكان.
رحمه الله، ورضي عنه، وألحقه بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
بكي الناس الحافظ، وأسفوا على رحيله، ورثاه غير واحد، منهم الإمام أبو عبد الله؛ محمد بن سعد المقدسي الأديب بقصيدة طويلة، أولها (?)
هذا الذي كنت يوم البين أحتسب ... فليقضن دمعي عنك بعض ما يجب
يا سائرين إلي مصر بربكم ... رفقًا عليّ فإن الأجر مكتسب
قولوا لساكنها حييت من سكن ... يا منية النفس ماذا الصد والغضب
بالشام قوم وفي بغداد قد أسفوا ... لا البعد أخلق بلواهم ولا الحقب
قد كنت بالكتب أحيانًا تعللهم ... فاليوم لارسل تأتي ولا كتب