فمن هذا الحديث اسننبط العلماء كَثِيرًا من المسائل الفقهية التي صدروا فيها عن سماحة الاسلام في معالجة الضمير البشري وتعويله على القلوب والسرائر لا على الصور والأشكال (?).

وإذا كان للرحلات مثل هذا الأثر في توحيد التشريع والاعتقاد، فلا بد من التشدُّدِ في الأسانيد، لمعرفة كل رجل ورد اسمه في سلسلة الإسناد، لأنَّ «مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ العِلْمِ» كما يقول علي بن المديني (?). لذلك اشترطوا لقبول رواية الطالب الذي يزعم أنه رحل في الحديث وتعب أنْ يسرد من حفظه أسماء سلسلة الإسناد جميعاً، ثم يضيف اليها في آخرها اسمه، لِيُعْلَمَ أنْ قد سمع حقاً مايرويه، وإلاَّ عُدَّ متساهلاً وترك الاحتجاج بحديثه (?)، ولو كان إماماً واسع العلم مشهودأ له بالفضل. فالذهبي (?) يقول في ابن لهيعة (174 هـ) «الإمام الكبير قاضي الديار المصرية» (?)، ويروي عن ابن حنبل أنه قال فيه: «مَا كَانَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015