غير مطابق، فهو كذب، وغير هذين1 ليس بصدق ولا كذب.
واحتج لذلك بقوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} 2، فقد حصر المشركون إخبار النبي بالحشر والنشر في الافتراء، والإخبار حال الجنون على طريق منع الخلو والاجتماع معا. ولا شك أن إخباره حال الجنون ليس كذبا لجعلهم الافتراء3 في مقابلته, ولا صدقا؛ لأنهم اعتقدوا عدم صدقه.
وقد رد هذا المعنى قولهم: "أم به جنة" أم لم يفتر فيكون مرادهم أن إخباره عليه السلام إما مخلفة قصدا أو مختلقة بلا قصد, فعبروا عن الأول بالافتراء وعن الثاني بوجود الجنة لاستلزامه4 عدم الافتراء، وعلى هذا يكون حصر الإخبار في الافتراء وعدمه من قبيل حصر الكذب في نوعية العمد وغيره لا حصر الخبر مطلقا.