المبحث الثالث: في تقسيم التشبيه

باعتبار الطرفين إلى ملفوف ومفروق

الطرفان إن تعددا كان ذلك على ضربين:

1- أن يؤتى بالمشبهات أولا على طريق العطف, أو غيرها، ثم يؤتى بالمشبهات بها كذلك، ويسمى حينئذ تشبيها ملفوفا، كقول امرئ القيس يصف عقابا بكثرة اصطياد الطيور:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... ولدى وكرها الناب والحشف البالي1

فقد شبه الرطب من قلوب الطير بالعناب، وشبه اليابس العتيق منها بالحشف البالي.

وفضيلة هذا الضرب من التشبيه اختصار اللفظ، وحسن الترتيب، إلا أن في الجمع فائدة في المقصود من التشبيه كما هو الحال في التشبيه المركب.

2- أن يؤتى بمشبه ومشبه به، ثم بآخر وآخر، ويسمى تشبيها مفروقا، كقول ابن سكرة:

الخد ورد والصدغ غالية ... والريق خمر والثغر كالدر2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015