وإذا الأرض أظلمت كان شمسا ... وإذا الأرض أمحلت كان وبلا

وإما بالعكس كقول الخنساء:

أغر أبلج تأثم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

وقول السري الرفاء:

والفجر كالراهب قد مزقت ... من طرب عنه الجلابيب

وإما مركبان1 كقول بشار:

كأن مثار النقع فوق رءوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه2

فالشبه3 هو مجموع الغبار والسيوف المتألقة في خلاله والمشبه به هو الليل الذي تتهافت كواكبه إذ لم يقصد تشبيه النقع بالليل والسيوف بالكواكب، بل عمد إلى تشبيه هيئة السيوف وقد سلت من أغمادها، وهي تعلو وترسب وتجيء وتذهب وتضطرب اضطرابا شديدا وتتحرك بسرعة إلى جهات مختلفة، وكذا إلى هيئة الكواكب في تهاويها وتصادمها وتداخلها واستطالة أشكالها عند السقوط.

وهذا القسم ضربان:

1- ما لا يصح تشبيه كل جزء من أحد طرفيه بما يقابله من الطرف الثاني كقول القاضي التنوخي:

كأنما المريخ والمشتري ... قدامه في شامخ الرفعة4

منصرف بالليل عن دعوة ... قد أسرجت قدامه شمعة

فإن المريخ في مقابلة المنصرف عن الدعوة، ولو قيل: كأن المريخ منصرف بالليل عن دعوة، كان ضربا من الهذيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015