نحو قوله (السريع):
مذ همت من وجدي في خالها … ولم أصل منه إلى اللّثم
قالت: قفوا واستمعوا ما جرى … خالي قد هام به عمّي
فالتورية: في (خالها) لاحتماله معنيين:
أ- المعنى القريب، خال النسب، أخو الأم، وهو المعنى المورّى به، وقد ذكر لازمه (العمّ) بعده على جهة الترشيح.
ب- المعنى البعيد، الشّامة التي تظهر في الوجه غالبا، وعدّها الناس أمارة حسن، وهو المعنى المورّى عنه، وهذا المعنى الأخير هو المقصود.
وهي ما ذكر فيها لازم المورّى عنه فيعين على الاهتداء إليه، ويكون هذا الذكر:
، كقول البحتري (الكامل):
ووراء تسديد الوشاح مليّة … بالحسن تملح في القلوب وتعذب
فالتورية في (تملح) لاحتمال اللفظ معنيين:
أ- المعنى القريب، الملوحة ضد العذوبة، وهو المعنى المورّى به وغير المراد.
ب- المعنى البعيد، الملاحة أي الحسن، وهو المعنى المورّى عنه وهو المراد، وقد تقدّم عليه من لوازمه (مليّة بالحسن).