يغطّ غطيط البكر شدّ خناقه … ليقتلني والمرء ليس بقتّال
شبّه أمرؤ القيس الزوج الهائج بصوت الفتيّ من الإبل الذي شدّ خناقه بحبل ليروّض. والطرفان حسّيان مسموعان.
ومنه تشبيه الريق بالشهد والخمر، أو كقول الشاعر:
كأنّ المدام وصوب الغمام … وريح الخزامى وذوب العسل
يعلّ بها برد أنيابها … إذا النجم وسط السّماء اعتدل
فالخمر وماء الغيوم وذوب العسل تشبّه جميعا بريق الحبيبة.
والمشبّه والمشبّه به من المذوقات.
كتشبيه رائحة فم الحبيبة بالمسك وأنفاس الطفل بعطر الزهر.
كتشبيه الجسم بالحرير في قول الشاعر:
لها بشر مثل الحرير ومنطق … رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وهما اللذان يدركان بالعقل والوجدان، والمقصود بالوجدان تلك المشاعر النفسية من ألم، ولذّة، وغضب، ورضا، وسعادة، وشقاء، وما إلى ذلك.
فلو شبّهنا العلم بالحياة كان طرفا التشبيه عقليّين، فلا العلم محسوس ولا الحياة وإنّما يدركان بالعقل وحده.