علو الهمه (صفحة 233)

فاكتمه بغاية جهدك، وإن ظهر عليك شيء منه قتلتك العامة لحينك، ولا أقدر على نفعك، ولا ينفعك أن تنقل ذلك عني، فإني أجحده، وقولي مُصَدَّق عليك، وقولُك غير مُصَدَّق عَلَيَّ، وأنا بريء من ذلك إن فُهْتَ بشيء من هذا"، فقلت: "يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا"، وعاهدتُه بما يرضيه.

ثم أخذت في أسباب الرحلة وودَّعتُه، فدعا لي عند الوداع بخير، وزودني بخمسين دينار ذهبًا، وركبتُ البحر منصرفًا إلى بلدي مدينة "ميورقة"، فأقمت بها مع والدي ستة أشهر، ثم سافرت منها إلى جزيرة صقلية، وأقمت بها خمسة أشهر، وأنا أنتظر مركبًا يتوجه لأرض المسلمين.

فحضر مركب يسافر إلى مدينة "تونس"، فسافرت فيه من "صقلية"، وأقلعنا عنها قرب مغيب الشفق، فوردنا مرسى "تونس". قرب الزوال.

فلما نزلت بديوان "تونس"، وسمع بي الذين بها من أحبار النصارى، أتوا بمركب، وحملوني معهم إلى ديارهم، وصَحِبَتْهُم بعضُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015