علو الهمه (صفحة 229)

خواصه، وانتهيت في خدمتي له وتقربي إليه إلى أن دفع إليَّ مفاتيح مسكنه، وخزائن مأكله ومشربه، وصَيَّرَ جميعَ ذلك كله عَلَى يدي، ولم يستثن من ذلك سوى مفتاح بيت صغير بداخل مسكنه كان يخلو فيه بنفسه، الظاهر أنه بيت خزانة أمواله التي كانت تُهْدَى إليه، والله أعلم.

فلازمتُه على ما ذكرتُ من القراءة عليه والخدمة له عشر سنين، ثم أصابه مرض يومًا من الدهر، فتخلَّف عن حضور مجلس أقرانه، وانتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون مسائل من العلوم، إلى أن أفضى بهم الكلامُ إلى قول الله عزَّ وجل على لسان نبيه عيسى عليه السلام في الإنجيل: (إنه يأتي من بعده نبي اسمه "البارقليط" (?))، فبحثوا في تعيين هذا النبي مَن هو مِن الأنبياء؟، وقال كل واحد منهم بحسب علمه وفهمه، فعظم بينهم في ذلك مقالُهم، وكثر جدالهم، ثم انصرفوا من غير تحصيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015