علم المعاني (صفحة 96)

من لي بإنسان إذا أغضبته … وجهلت كان الحلم ردّ جوابه؟

وقول أبي الطيب:

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم … ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا؟

وقول آخر:

من لي برد الدمع قسرا، والهوى … يغدو عليه مشمرا في نصره؟

وقول شاعر معاصر:

هذا الفؤاد فنقّب في جوانحه … أكنت تلقى به ظلا لإنسان؟

9 - الإنكار:

وقد يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على أن المستفهم عنه أمر منكر عرفا أو شرعا، نحو قولك لمن يقف بسيارته في طريق عام من غير سبب: «أتعوق غيرك عن السير في الطريق؟» ونحو قولك لمسلم يأكل أو يدخن نهارا في رمضان: «أتأكل أو تدخن في شهر الصيام؟» فأنت في كلا السؤالين تنكر على المخاطب صدور مثل هذا العمل الشائن منه وتقرّعه عليه.

والاستفهام الإنكاري يكون على أوجه، فهو:

أ- إما إنكار للتوبيخ على أمر وقع في الماضي، بمعنى ما كان ينبغي أن يكون ذلك الأمر الذي كان، نحو قولك لمن صدر منه عصيان: «أعصيت ربك؟».

ب- وإما إنكار للتوبيخ على أمر واقع في الحال أو خيف وقوعه في المستقبل، والمعنى على هذا: لا ينبغي أن يكون هذا الأمر، نحو: «أتعصي ربك؟» تقول هذا لمن هو واقع في المنكر أو لمن همّ أن يقع فيه، على معنى:

لا ينبغي أن يحدث منك حالا أو يصدر عنك استقبالا. ويسمى الإنكار في الحالين السابقتين الإنكار التوبيخي.

ج- وإما إنكار للتكذيب في الماضي، بمعنى «لم يكن»، أي أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015