علم المعاني (صفحة 90)

ومن هذه المعاني الأخرى الزائدة التي تحتملها ألفاظ الاستفهام وتستفاد من سياق الكلام:

[اقسام الاستفهام] 1 - النفي:

وذلك عند ما تجيء لفظة الاستفهام للنفي لا لطلب العلم بشيء كان مجهولا.

ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى: فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ؟، وقوله: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ؟ وقوله: أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ؟، وقوله: ومَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؟.

فظاهر هذه الآيات الكريمة الاستفهام، والمعنى: لا هادي لمن أضل الله. وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان. ولست تنقذ من في النار. ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه.

ومن الشعر الذي خرج فيه الاستفهام إلى النفي قول الفرزدق:

أين الذين بهم تسامي دارما؟ … أم من إلى سلفي طهيّة تجعل؟

وقول أبي فراس في رثاء أمه:

إلى من أشتكي؟ ولمن أناجي … إذا ضاقت بما فيها الصدور؟

بأيّ دعاء داعية أوقى؟ … بأيّ ضياء وجه استنير؟

بمن يستدفع القدر الموفى؟ … بمن يستفتح الأمر العسير؟

وقول المتنبي من قصائد مختلفة:

ومن لم يعشق الدنيا قديما؟ … ولكن لا سبيل إلى الوصال.

يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم … أيحيط ما يفنى بما لا ينفد؟

وهل تفنى الرسائل في عدوّ … إذا ما لم يكنّ ظبا (?) رقاقا؟

كيف الرجاء من الخطوب تخلّصا … من بعد ما أنشبن فيّ مخالبا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015