علم المعاني (صفحة 72)

ونحو قول شاعر يوجه الخطاب إلى صاحبته:

يا مزاجا من رقة الزهر والفج … ر ومن روعة الضحى والمساء

بلبليّ التغريد صوتك يسري … في خيالي منوّرا كالرجاء

شجعيني على الجهاد تريني … أنطق الصخر أرتقي للسماء

علميني معنى الطلاقة والخلد … مقيما يا ربّة الإيحاء

طهّريني بفيض قدسك ما اسطع … ت، وألقي عليّ ثوب الرضاء

وارفعيني إلى سمائك أنشد … لك شعرا يموج موج الضياء

وأفيضي عليّ بالوحي أبدع … كلّ لحن معبّر عن وفائي

فالأمر في كل هذه الأبيات قد خرج عن معناه الحقيقي إلى الالتماس لأن الشاعر وصاحبته رفيقان يستويان قدرا ومنزلة.

3 - التمني: وهو طلب الأمر المحبوب الذي يرجى وقوعه إما لكونه مستحيلا، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله، نحو قول عنترة العبسيّ:

يا دار عبلة بالجواء تكلّمي … وعمي صباحا دار عبلة واسلمي (?)

وقول امرئ القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل … بصبح، وما الإصباح منك بأمثل

وقول أبي العلاء المعري:

فيا موت زر إن الحياة ذميمة … ويا نفس جدّي إن دهرك هازل

4 - النصح والإرشاد: وهو الطلب الذي لا تكليف ولا إلزام فيه، وإنما هو طلب يحمل بين طيّاته معنى النصيحة والموعظة والإرشاد، نحو قول أحد الحكماء لابنه: «يا بنيّ استعذ بالله من شرار الناس، وكن من خيارهم على حذر». ومنه قول الشاعر محمود سامي البارودي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015