1- لمحة تاريخية:

شغل اللغويون من قديم بالنظر في الأصوات اللغوية، ولكن ما أوصلهم إليه نظرهم لا يبلغ من الدقة والإتقان ما وصل إليه المحدثون في أوروبا وأمريكا وروسيا. ونقدم فيما يلي عرضا عاما للمحاولات القديمة التي تضمنت ملاحظات عن أصوات بعض اللغات:

أ- وإن أقدم ما أثر من ذلك كان لعلماء مجهولين، فأقدم صور الكتابة "أو الخط" يتضمن كل منها إدراكا لأصوات لغة من اللغات؛ إذ تحاول أن تمثلها بعلامات كتابية منظورة.

ب- وقد أثر عن اليونان وعن تلامذتهم الرومان وعن الهنود، وعن العرب ملاحظات صوتية كثيرة.

والمادة الصوتية المأثورة عن اليونان نجدها في أقوال متناثرة في محاورات أفلاطون، وفي الشعر والخطابة لأرسطو، ونجد أكثرها في كتابات نحوييهم مثل ديونيزيوس ثراكس1، ودونيزيس هاليكارناسوس2.

أما الرومان، وهم مقلدون في هذا الميدان كما قلدوا اليونان في أكثر المسائل الفكرية والثقافية، فنجد جانباكبيرا من المادة الصوتية المأثورة عنهم في كتابات نحوييهم مثل بريسكيان3، وترنتيانوس4، وماوروس فيكتورينوس5.

ويلاحظ على الآراء الصوتية لقدماء اليونان والرومان أنها تقوم في جملتها على ملاحظات الآثار السمعية التي تتركها الأصوات في الأذن، وهي بهذا تختلف عن الآراء الصوتية لقدماء الهنود والعرب الذي أدركوا الأسس "الفسيولوجية" في تكوين الأصوات المختلفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015