ونسي هؤلاء أن معرفة هذه الأوجه الخلافية خطوة أولى في سبيل التعريف بها تيسيرا على أبناء العربية في مختلف أقطارها، وقد يؤدي هذا التعريف إلى التقريب أو التوحيد.

3- ومن أخطر ما هو راسخ في أذهان الناشئة من دارسي اللغة عندنا، تصور "العامية" أو "العاميات" تصورا يكتنفه الخطأ أو يلابسه الوهم، فالعامية عندنا "منحطة" أو صورة فاسدة من الكلام العربي "الفصيح" "الصحيح". ولقد يشتد الوهم بجماعة منهم فيرى أنها لا تجري على "قواعد" أو أصول، ولا يسهل عليه أن يتصور أنها باعتبارها "لغة" كأية لغة يمكن الكشف عن قواعدها، ووصف حقائقها، وأن في حيز الإمكان أن تصبح لهجة من اللهجات "العامية" "لغة عامة مشتركة"، أو "لغة أدبية فصيحة" في يوم من الأيام. ومعنى هذا أن مفهوم العلاقة بين "اللغة" و"اللهجات". ومفهوم تطور اللغات لا يزالان غريبان على أذهان كثير من طلابنا.

4- ومن الأوهام العظيمة المتمكنة في أنفس الغالبية من طلاب اللغة عندنا، عدم التفريق بين "النحو" وبين "اللغة" التي يدرسون نحوها، حتى إن معظمهم ليظن أن العربية الفصحى هي هذا النحو، أو أن العرب كانوا فصحاء لأنهم كانوا قادرين على أن يتكلموا هذا الكلام "المعرب" "الفصيح" و"الصحيح" دون دراسة للنحو!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015