إن هذا العلم يتضمن تصورات لم تقدم في أذهان لغويي العرب، وقد لا يصلح للتعبير عنها مصطلحات عربية رسخت دلالاتها وتبلورت، وقد يكون من الخير تجنب استعمالها حتى لا يختلط معناها الأصيل بالمعنى الحديث الذي يراد بها أن تدل عليه.
سيضطر الباحث العربي إلى وضع بعض المصطلح الجديد، وقد يحتفظ أحيانا بالمصطلح الأجنبي حتى يحين الوقت -بعد الإكثار من التأليف ومدارسة أصول هذا العلم الجديد وفروعه- لظهور مصطلح عربي أصيل سائغ.
وإن الاطلاع على ما كتب بالعربية تعريفا بهذا العلم، وهو جد قليل لشاهد بمدى الصعوبة التي يعانيها الكاتب والقارئ جميعا في هذا المجال، فقد اختلف المؤلفون والمترجمون، وهذا طبيعي ومتوقع، في المصطلحات الدالة على معان واحدة1، حتى إن المطلع المبتدئ ليقع في البلبلة والحيرة والاختلاط.
وقد اضطرب بعض المؤلفين والمترجمين فترجم المصطلح الأوروبي بلفظ معين مرة، ثم ترجم المصطلح نفسه مرة أخرى في نفس الكتاب بلفظ آخر2.