بردجمان للقارئ المبتدئ تلك التغيرات الدلالية التي تطرأ على بعض الكلمات عندما يستعملها المتخصص في موضوع تخصصه. فكلمتان مثل "الزمان" و"المكان" من الكلمات اليومية المألوفة، ولكن لكل من هذين المصطلحين عند الفيلسوف، أو عالم الفيزياء مثلا، دلالة تختلف عن دلالته المألوفة في الأحاديث اليومية.

هذه المشكلة، مشكلة المعنى، دفعة الأستاذ بردجمان إلى أن يقترح وسيلة جديدة في "التعريفات" سماها "طريقة العمليات" أو "الإجراءات"1. وهذه الطريقة قد طبقها على أمثلة كثيرة في كتاب ثان له هو "الفرد الذكي والمجتمع"2 مستخرجا بها بعض المفهومات الاجتماعية: وقضية الأستاذ بردجمان هي: "إن التصور مرادف للعمليات "= للإجراءات" التي تختبره بها" وذلك كما تختبر الوزن في المعمل.

وعندما طبق بردجمان هذه الطريقة على التصورات الاجتماعية اتضح أن نتائجه كانت مثبطة، فهو يقول لنا: إذا لم تستطع أن تختبر تصورات مثل "الديمقراطية" و"الواجب" بوساطة "عمليات" فيه إذن تصورات "لا قدم لها"، أي أنها تصورات لا معنى لها، ويجب اطراحها. وهكذا لا تبقى آخر الأمر إلا الدوافع المركزة حول "الأنا" دوافع الأفراد الذين يكونون المجتمع.

إن بردجمان عندما يتكلم عن علم الدلالة يبالغ في إظهار أهمية "الأنا" ويهون من شأن تعاونه اللازم مع الآخرين3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015