دقة الدراسة الوصفية للغة موضوع الدرس وعلى إتقانها. وإن كل تقدم منهجي ليؤيد هذه النتيجة: ومن أمثلة ذلك أن اللغويين الوصفيين أخذوا منذ حوالي 1930 يركزون جهودهم على دراسة "الفونيمات المقطعية "= الجزئية" العليا"1 كدرجة الجهر، والارتكاز، وما إلى ذلك. ولم يكن ذلك قد وصف من قبل وصفا علميا مفصلا بالغ الدقة. ولقد نتج عن العناية بهذه الموضوعات أن أدرك كثير من اللغويين أن كثيرا من جوانب الدراسة التاريخية للغة الإنجليزية ينبغي إعادة دراسته في ضوء هذا التقدم المنهجي الحديث، وفي ضوء نظرية "الفونيم" الحديثة2!

إن لغتنا لما تدرس من الناحية التاريخية، وتاريخها طويل متشعب، ولا بد لدراستها تاريخيا، من دراسة عصورها المختلفة دراسة وصفية.

إن العربية الفصحى في عصرنا متميزة عن عربية العصر الجاهلي مثلا، وكلتاهما متميزة من عربية العصر العباسي وهكذا. كل عصر من هذه العصور وسواها، باعتباره حلقة في سلسلة التطور التاريخي للغة العربية، يمثل كما يقول دي سوسير "حالة لغوية"3 "= حالة من حالات اللغة".

فالدراسة اللغوية التاريخية تمكننا من التغلب على حواجز الزمن من وجوه، فهذه الدراسة هي اقتفاء أثر التطورات والتغيرات من النواحي الفونولوجية، والنحوية، والقاموسية، والدلالية إلخ في لغة واحدة خلال التاريخ، أي أنها دراسة تطور لغة من اللغات باعتباره تطورا بين "حالات لغوية" متتابعة، ومن المسلم به أن هذه الحالات اللغوية قد درست قبلا دراسة وصفية، والدراسة التاريخية تدرسها من الناحية الحركية التطورية4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015