"الدرجة" يرجع إلى التغير في نسبة ذبذبة الوترين الصوتيين، هذه الذبذبة التي تحدث "نغمة"1 موسيقية. ولذلك فالتنغيم يدل على العنصر الموسيقي في الكلام، يدل على "لحن"2 الكلام. ولكل لغة عادتها التنغيمية أو "لحونها"، ونحن عندما نتعلم لغة أجنبية نفرض عاداتنا التنغيمية على اللغة الجديدة، ويصعب علينا أن نتعلم اللحون الجديدة. بل إن "التنغيم" ليختلف من فرد إلى فرد، بين متكلمي لغة من اللغات شيئا من الاختلاف، وإنه ليختلف اختلافا أشد من هذا من إقليم إلى إقليم، فغالبا ما يميز كل إقليم لحن كلام.
إن التغييرات الموسيقية في الكلام، التي ندعوها "التنغيم"، تستعملها اللغات المختلفة استعمالات مختلفة. فعن طريق هذه التغييرات يتوسل كثير من اللغات إلى التعبير عن الحالات النفسية المختلفة، وعن المشاعر والانفعالات، فتستعمل تنغيما خاصا لكل من الرضا والغضب، والدهش والاحتقار إلى آخره. ومن اللغات كالفرنسية مثلا، ما يحول معنى الجملة من الدلالة على التقرير إلى الدلالة على الاستفهام بتغيير التنغيم ليس غير. عبارة ll vient عندما تكون تقريرية بمعنى "هو يأتي" تنطق على "نغمة هابطة" أو "لحن هابط"، فإن كانت سؤالا ll vient بمعنى "هل يأتي؟ " نطقت على "نغمة صاعدة". وثمة أبحاث قيمة مفصلة في بيان الأنواع الأساسية من التنغيم التي تتبعها هذه اللغة أو تلك من اللغات التي عني بجلاء هذا الجانب من جوانبها بعض المحدثين من صوتيين3.