بطريقتين متميزتين، فهو يقدم لبعض أخباره بسلسلة إسناد تسبق كل خبر وتشير إلى أخذه له عن طريق الرواية الشفوية1، ولكن السيرافي لا يقدم للأخبار التي أخذها عن المبرد بأية سلسلة إسناد ويكتفي بعبارة: قال المبرد2، وإذا كان السيرافي قد ولد سنة 280هـ ووفاة المبرد كانت 285هـ، فلا بد أن أخذ السيرافي للمادة المنسوبة للمبرد إنما قام على أساس اعتماد السيرافي على كتاب المبرد المؤلف في نفس الموضوع.
وترجع أقدم كتب الطبقات الموجودة والتي ترجمت للنحويين واللغويين إلى القرن الرابع الهجري. ويعد كتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي، ت 351هـ، أقدم كتاب وصل إلينا في الترجمة للنحويين، وله أهميته أيضا لأن المؤلف لغوي عرف الكثيرين ممن ترجم لهم من المشتغلين بعلوم اللغة حتى ذلك الوقت. أما كتاب أبي سعيد السيرافي، ت 368هـ، فقد وصل إلينا بعنوان "أخبار النحويين البصريين" وقد اعتمد السيرافي في كتابه هذا على كتاب المبرد، وأضاف إلى ذلك أخبار كثيرة وصلت مشافهة. موضوع كتاب السيرافي: ذكر مشاهير النحويين وطرف من أخبارهم وذكر أخذ بعضهم عن بعض والسابق منهم إلى علم النحو3. ذكر السيرافي في النحاة البصريين