في التراث العربي اسمين اثنين، هما النحو وعلم العربية، ويرجع مصطلح النحو إلى القرن الثاني الهجري، وظل مستخدمًا لوصف هذا المجال من مجالات البحث إلى يومنا هذا. لقد صنف كتاب سيبويه بأنه كتاب في النحو، ووصفه أبو الطيب اللغوي، ت 351 هـ، بأنه قرآن النحو كما وصف سيبويه بأنه أعلم الناس بالنحو بعد الخليل1. ويضم النحو بهذا المعنى مجموعة الدراسات التي تصنف في علم اللغة الحديث في إطار الأصوات وبناء الكلمة وبناء الجملة. إن سيبويه صاحب أقدم كتاب وصل إلينا في النحو العربي -لم يقسم كتابه إلى موضوعات كبرى متميزة. وإنما اكتفى بحشد الأبواب الكثيرة متتابعة. لقد بدأ كتابه بقضية الإعراب وانتقل منها إلى عدد من القضايا الخاصة ببناء الجملة، وعندما تحول بعد ذلك إلى الأبواب الخاصة بالأبنية الصرفية وجد لزامًا عليه أن يفسر بعض الأبنية في ضوء البحث الصوتي فجاءت الأبواب الخاصة بالأصوات في آخر كتابه. لم يضع سيبويه مصطلحات تميز في وضوح قطاعات الأصوات وبناء الكلمة وبناء الجملة، فكل هذا يدخل عنده في مجال واحد هو مجال النحو.

وظل الباحثون في القرون الأولى للهجرة يستخدمون مصطلح النحو في أكثر الأحوال بهذا المعنى العام. يضم النحو في تعريف ابن جني، ت 391هـ، المجالات التالية: الإعراب، التثنية، الجمع، التحقير، التكسير، الإضافة، النسب، التركيب وغير ذلك2. فالنحو يضم عند ابن جني هذه الدراسات التي تصنف الآن في إطار بناء الكلمة إلى جانب ما يتعلق ببناء الجملة ويتناول علم النحو عند أبي حيان الأندلسي: معرفة الأحكام التي للكلمة العربية من جهة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015