كتابتها يشكل صعوبات التدوين، ومن ثم ينبغي الإشارة إليها باعتبارها ظواهر خاصة بالكتابة لا باللغة.
وإذا كان علم اللغة التقابلي يهتم بمقارنة أي مستويين لغويين بهدف إثبات الفروق بينهما، فإن مقارنة اللهجة المحلية التي اكتسبها التلميذ في طفولته باللغة الأدبية التي ينبغي له أن يتعلمها توضح لنا الصعوبات التي تواجهه في ذلك، ولذا تعد الدراسات اللغوية التقابلية من أهم أدوات البحث في وضع برامج تعليم اللغة القومية، كما أنها تفيد بنفس القدر في تحديد الصعوبات التي تواجه أبناء جماعة لغوية ما في تعلمهم للغة أجنبية, وبذلك تستطيع الدراسة التقابلية أن تحدد بطريقة موضوعية جوانب الصعوبة الناجمة عن اختلاف بنية اللغتين: اللغة الأم واللغة المنشودة1.
وإذا كان علم اللغة قد أوضح أن المعنى هو حصيلة الاستخدام في المواقف الكلامية والثقافية المختلفة، وأن إيحاءات الرمز اللغوي هو حصيلة استخدامه في هذه المواقف، فإن تعليم اللغات أخذ يضع في اعتباره أن دلالة الكلمة أو العبارة لا تتضح عند التلميذ إلا إذا درست مرتبطة بمواقف استخدامها. فاستظهار قوائم المفردات لا يعني إدراك إيحاءات المعنى المراد، ودلالة الألفاظ لا تكتسب إلا في مواقف استخدامها، ولا تعلم إلا في مثل هذه المواقف أو ببيان هذه المواقف.
لقد أثبت علم اللغة وجود مستويات متنوعة للاستخدام اللغوي، ولذا ينبغي تحديد المستوى اللغوي المراد وعدم قضاء الوقت في تعلم مستويات لغوية متداخلة دون وعي بالمستوى اللغوي المنشود2، ولا بد من تحديد هذا