10- علم اللغة والعلوم الاجتماعية:

اللغة ظاهرة اجتماعية وحضارية، ولذا يلتقي في بحثها علم اللغة مع العلوم الاجتماعية المختلفة، وهناك عدة تسميات أطلقت على جوانب اللقاء بين علم اللغة والعلوم الاجتماعية في بحثها للغة. وتعددت هذه التسميات بتعدد أسماء العلوم الاجتماعية ومدارسها المختلفة. وليس من شأننا هنا أن ندخل في اختلافات التسميات بين العلوم الاجتماعية المتداخلة. ويكفي أن نشير إلى جوانب اللقاء الكثيرة بينها وبين علم اللغة1. لقد أفاد الباحثون في العلوم الاجتماعية من نتائج البحث اللغوي من عدة جوانب؛ منها أن اللغة أهم مظاهر السلوك الاجتماعي وأوضح سمات الانتماء الاجتماعي للفرد. وأفاد اللغويون كذلك من الدراسات الاجتماعية، فدراسة الألفاظ ودلالاتها على نحو دقيق لا تتم إلا في إطارها الاجتماعي والحضاري. والتغير اللغوي لا يفسر تفسيرًا كاملا إلا في ضوء الظروف الحضارية والاجتماعية، وإلى جانب هذا تؤثر المواقف الاجتماعية من مستويات اللغة في مكانة هذه المستويات وتحدد مسار التغير فيها. هناك قضايا لغوية كثيرة لا يمكن اتضاح معالمها الكاملة إلا بالتعاون بين الدراسات اللغوية والاجتماعية والحضارية2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015