شغل علماء كثيرون بالبحث في النقوش والنصوص القديمة1 لقد اكتشفت اللغة الأكادية وبدأت دراستها في القرن التاسع عشر، وفي نفس الفترة اكتشفت العربية الجنوبية القديمة وكان التعرف على هاتين اللغتين قائمًا على مقارنة الصيغ الواردة في نقوشهما بما هو معروف في اللغات السامية الأخرى، وخصوصًا العربية والعبرية والآرامية والحبشية. وعندما اكتشفت النقوش العربية الشمالية القديمة وهي المعروفة باسم النقوش الثمودية والصفوية واللحيانية في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن العشرين كان نشر هذه النقوش وفهم نصوصها يقوم أيضًا على أساس المقارنة مع اللغات السامية الأخرى.

ولكن تنوع جوانب البحث اللغوي في القرن العشرين فرض التخصص على من يريد المشاركة في البحث العلمي. وهنا أصبح نشر النصوص والنقوش القديمة علما مستقلا عن علم اللغة، فعلم اللغة بمفهومه الحديث يختلف عن علم النصوص القديمة PhiLology ولم يكن التمييز بينهما واضحًا في القرن التاسع عشر لارتباط البحث اللغوي بالنصوص القديمة، وكان الباحثون الألمان يميزون منذ القرن التاسع عشر بين العمل الفيلولوجي Phiology وعلم اللغة 2Sprachwissenschaft وقد أخذ غيرهم من الباحثين يميل إلى تمييز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015