...
الفصل الحادي عشر: العربية في ضوء اللغات السامية
ظلت نصوص الشعر الجاهلي عدة قرون أقدم نصوص عربية معروفة عند الباحثين. لكن البحث الحديث في القرن التاسع عشر أوضح بعد اكتشاف اللغة الأكادية وبحث اللغات السامية بالمنهج المقارن أن خصائص البنية اللغوية للعربية ولهجاتها القديمة يمكن أن تؤرخ في ضوء علم اللغات السامية المقارن1.
وبذلك أمكن عن طريق الدراسة المقارنة تأريخ كثير من الظواهر العربية في مرحلة أسبق من الشعر الجاهلي بأكثر من ألفي عام، فالظواهر المشتركة في العربية والأكادية لا يمكن أن تكون إلا موروثة عن اللغة السامية الأولى التي خرجت عنها كل اللغات السامية، ولذا يبدأ البحث في تاريخ العربية ببيان علاقة العربية باللغات السامية الأخرى وباللغة السامية الأولى، في محاولة لتأريخ الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية للغة العربية قبل تدوينها.