رجال الدين كانوا يقرءون، ويعظون في الكنائس بلغة الجعز، فظلوا حفظة المعرفة بلغة الجعز المكتوبة وبالخط الجعزي وبذلك القدر المحدود من الكتب الجعزية المترجمة، وهكذا ارتبطت لغة الجعز بالكنيسة.

وازدهرت لغة الجعز مرة ثانية بعد طول سبات عندما تأسست الأسرة السليمانية 1270م، فبدأت حركة التأليف بلغة الجعز، ولكن الثراث الجعزي ظل في هذه الفترة أيضا مرتبطا بالكنيسة، وكانت الكنيسة الأم بالقاهرة قد تعربت، وأصبح رجال الدين الأقباط يؤلفون بالعربية، فترجمت كتب قبطية عربية كثيرة إلى لغة الجعز. فالأثر المصري واضح في كل كتب هذه الفترة المترجمة أو المؤلفة. وتجاوزت هذه الكتب المجال الديني إلى مجال واحد هو التاريخ، فقد دون الأحباش تاريخهم من وجهة نظرهم وتدعيما لشرعية وجود الأسرة السليمانية الحاكمة، لم تكن لغة الجعز آنذاك لغة الحياة، ولكنها ظلت في الفترة من القرن الثالث عشر إلى القرن السابع عشر لغة الكنيسة والثقافة الدينية والتدوين التاريخي1. وظهرت في بداية هذه الفترة لغات أخرى يعد بعضها أو تعد كلها امتدادا للغة الجعز وأهم هذه اللغات: الأمهرية والتيجرينية والتيجرية والهررية.

اللغة الأمهرية هي أكثر اللغات السامية انتشارا في الحبشة وقد بدأ تدوين اللغة الأمهرية في القرن الرابع عشر، وهناك عدة أناشيد ملكية أمهرية ترجع إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015