ويبدو أن هذه الهجرة تمت حوالي القرن السابع قبل الميلاد، فهناك نقش عربي جنوبي من هذا التاريخ وجد في منطقة أريتريا التي يسيطر عليها الأحباش. عرف الباحثون أسماء بعض القبائل التي هاجرت عابرة باب المندب إلى إفريقيا، ونقلت لغتها السامية إلى هذه المنطقة من القارة الإفريقية، وأهم هذه القبائل قبيلة حبشت وقبيلة الأجعازي. وقد سميت هذه المنطقة عندنا باسم الحبشية نسبة إلى القبيلة الأولى، بينما سميت اللغة باسم لغة الجعز نسبة إلى القبيلة الثانية، فأبناء هذه اللغة وسكان الحبشة يسمون لغتهم القديمة باسم الجعز. وهناك تسميتان أخريان أقل استخداما في مجال العلم. وهما تسمية هذه اللغة باسم الحبشية والأثيوبية. والتسيمة الأولى شائعة في الكتب العربية، أما الثانية فمأخوذة من كلمة أثيوبيا التي وصفت بها منطقة البحر الأحمر جنوب مصر في كتب الرحالة الأوربيين القدماء. وقد جاءت كلمة أثيوبيا في الكتاب المقدس فأحبها الأحباش مع تحولهم إلى المسيحية، فأطلقوها على دولتهم باعتبارها تسمية مقدسة1.