للصوت عن جوانب كثيرة من خصائصه الطبيعية، مما يفيد أيضا من الناحية التطبيقية في تصميم أجهزة التليفونات وأجهزة الإرسال والاستقبال اللاسكلي وتصميم المباني التي يتردد فيها الصوت.. إلخ ولكن البحث اللغوي لا يبحث الخصائص الفيزيائية باعتبارها هدفًا في ذاتها، بل يبحث المادة الصوتية باعتبارها وسيلة لتوصيل المعلومات، ولذا لا يراها مجرد حشد صوتي كما تبدو للأجنبي وكما يسجلها الجهاز الأصم بل يرى فيها نظامًا محددًا من الرموز المتميزة التي تحمل معنى.

تختلف الخصائص الفيزيائية للصوت باختلاف الأفراد والمواقف الكلامية داخل الجماعة اللغوية الواحدة، فلكل فعل كلامي خصوصيته. وتختلف الخصائص النطقية والفيزيائة للعبارة الواحدة باختلاف الأفراد، وقد يختلف نطق الإنسان الواحد لنفس العبارة باختلاف أحواله النفسية ويتغير نطقه بتقدم العمر. ومع هذا فالجماعة اللغوية هي الجماعة التي تتشابه فيها مجموع العبارات التي يتعامل بها أبناؤها، على نحو يمكنهم من الفهم المتبادل mutual intelligibility، ومجموع العبارات المستعملة في الجماعة اللغوية يصدر عن بنية لغوية واحدة تربط كل أفراد الجماعة. وتتحدد الجماعة اللغوية باعتبار تشابه مجموع العبارات التي يتعامل بها أفرادها، فتعاملهم بها هو الذي جعل منهم جماعة لغوية واحدة1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015