تنتقل في يسر من لغة إلى أخرى. ولكن الباحثين ركزوا جهدهم على إيضاح جوانب الشبه في بنية اللغة السنسكريتية واللغات الأوربية القديمة من الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية، ومر البحث اللغوي المقارن بعد بدايته الموفقة مع اكتشاف السنسكريتية بعدة مراحل، مضى فيها شيئا فشيئا نحو استخراج القوانين التاريخية للتغير اللغوي، كان شليجل F. Schlegel أول من طالب بدراسة البنية اللغوية للغة السنسكريتية باعتبارها منطلقا للمقارنات اللغوية1.
لقد درس شليجل اللغة السنسكريتية، وكان إعجابه بها على نحو إعجاب الرومانتيكيين الألمان بكل شيء قديم وغريب، ورأى اللغات الأوربية القديمة مثل الإغريقية واللاتينة والجرمانية من أصل سنسكريتي. كان شليجل سعيد كل السعادة باللغة السنسكريتية وكأنه قد توصل بها إلى طفولة البشرية وإلى اللغة القديمة النقية والأصلية وقد أحرز علم اللغة المقارن في الأجيال التالية لشليجل تقدما مطردا حقق للبحث اللغوي درجة من الدقة العلمية، وخفت نشوة الولع بالهند وبالسنسكريتية ووهم أنها هي الأصل النقي القديم، كان فرانتس بوب F. رضي الله عنهopp أول من ألف كتابا جادا في علم اللغة المقارن، فصدر كتابه النحو المقارن 1833-1851 كان فرانتس بوب يرى الهدف من النحو المقارن إعادة تكوين اللغة الهندية - الأوربية الأولى، ولم يكن يرى رأي شليجل أن السنسكريتية أصل كل اللغات الهندية - الأوربية، فحاول بوب أن يستخرج ملامح اللغة الهندية -الأوربية الأولى اعتمادا على مقارنة اللغات الأوربية المختلفة والمضي من المراحل القديمة إلى المراحل الأقدم في محاولة للتعرف على اللغة الأقدم التي خرجت عنها كل هذه اللغات2 وفي النصف