علم اللغه (صفحة 61)

وقد كان لزامًا أن يصل العلماء في تعقبهم لأصول اللغات ومراحل ارتقائها إلى أقدم مرحلة للتعبير الإنساني، وأن يحاولوا الكشف عن منشأ اللغة في الفصيلة الإنسانية, وعن الأسس الأولى التي قام عليها التخاطب بالأصوات ذات الدلالات الوضعية, وقد استأثرت هذه المشكلة بقسط كبير من نشاطهم في منتصف القرن التاسع عشر، وانقسموا بصددها إلى فرق كثيرة -سيأتي الكلام عنها في الباب الأول من هذا الكتاب, ومن أشهر من عرض لهذا الموضوع: الفيكونت دوبونالد1 Viconte de رضي الله عنهonald وماكس مولر، وسيس، ورينان2 Renan.

وفي أواخر القرن التاسع عشر, ظهر عند المشتغلين بالبحوث اللغوية اتجاهان هامَّان, كان لكل منهما أثر كبير في النهوض بهذا العلم.

الاتجاه الأول: يتمثل في جعل البحوث اللغوية بحوثًا علمية بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، وذلك بإخضاعها لمناهج البحث العلمي، وتوجيهها إلى الأغراض نفسها التي ترمي إليها العلوم، وجعل غايتها الأساسية الوصول إلى كشف القوانين الخاضعة لها الظواهر اللغوية 3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015